عـبـيـد الـمـوضـة

عبيد الموضة

بالمختصر المفيد نحن امة التقليد، ليس أسهل علينا من ان نخلع ثوبنا ونلبس أثواب الآخرين لقد استغل الغرب ضعفنا تجاه متناجه فعمل على استغلالنا وباعنا ليس فقط اختراعاته انما صرعاته، وانجرفنا اليه انجراف السيل نحو الود يان ، فكل ما يأتينا به مقدس،نقتنيه دون تفكير ، ولا نتساءل ان كان هذا يليق بشخصياتنا أو بتراثنا وحضارتنا.
نقلد الغرب في المأكل والملبس والمشرب وكأننا بلا هوية ، وبهذا نؤيد نظرية ابن خلدون بأن الأمة المغلوبة هي التي تتبع الأمة الغالبة.

شبابنا اليوم وصبايانا غارقون حتى اذانهم في اتباع الموضة ، فنرى شعر الشباب وقد وقف مستنفرا مستمرا كالدبابيس بفعل الماده اللاصقة التي تسمى بـ (الجل) والتي تسبب الصلع ، فبدأ كرأس القنفذ ،فاقدا هيبة الرجولة ، ناهيك عن الموضة السروال الآيل للسقوط ، ربما الهدف منه تعريتنا،وما نلبث أن نتبنى موضة ما حتى تأتي غيرها لتسحرنا وتقودنا ورائها كالغنم ، ونخسر نحن ونغتني مصانعهم وذلك باغوائهم بصراعاتهم.

أما الصبايا فحدث ولا حرج عن التشوهات التي تلحق بهن بفعل الموضة، لا يسألن ان كان هذا الفستان القصير والممزق يليق بفتاه بريئة تحتاج ما يظهر براءتها وأنوثتها ولا تحتاج الى ما يشوه جمالها كأن تلجأ الى حلق تعلقه في صرتها المكشوفة أو خلخال تلبسه في كاحل قدمها لتعيد الصبايا الى عهد العبودية يوم كانت تجر المرأة من قيودها لتباع في السوق النخاسة! أليس هذا اللباس دعوة للبيع عن طريق الاغراء الرخيص؟ أما سيداتنا اللواتي انجرفن لموضة التغير أو ما يسمى ـ نيو لوك ـ فلجأن الى اطباء التجميل يكسرن الانوف ويغيرن الذقون وينفخن الوجنات بحيث تغيب شخصيتهن ويصبحن غريبات حتى عن انفسهن .

جميل ان يتحمل الأنسان بما يليق به، وأن لا يغالي في اتباع الموضة فهي لا توافق الكل، وليعرفن أن هذا التسارع في تغير الموضة من فضل الى اخر ما هو الا عامل اقتصادي لا ستنزاف أموال الناس ولتشغيل أكبر عدد ممكن من مصانع الغرب ، والمثل الشعبي يقول:كل ما تشتهي نفسك، والبس ما يليق بالناس.
لم علينا ان نشذ عن المعقول وندخل أنفسنا في متاهات اللامعقول واللامنظور لنلفت الانتباه؟؟؟؟
لم علينا ان نكون عبيد الموضة ولا نكون أسياد ما يليق بنا ويوافق ذوق مجتمعنا وأعرافنا؟؟؟
أية حرية شخصية في ان تكون شاذا تلفت الانظار في مجتمع لا يؤمن بالتطرف ولا يحب الشذوذ ولا يستسيغ شابا يتخنث مثل النساء ولا امرأة تتعرى لتتجمل ؟
آن الأوان لأن نعود الى عقلنا واتزاننا وأن نهب أذواقنا ، فالذوق ثقافة وفن ، وأن نرفض أن نشتري الصرعات لنرغم تجارتنا على رفض ما يعرض عليهم وفرض ما يليق على شعوبهم ليكونوا أكثر انتماء وأقل تقليدا لكي لا نكون عبيدا للموضة!